روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | ليتنـــا مثلهـــم!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > ليتنـــا مثلهـــم!


  ليتنـــا مثلهـــم!
     عدد مرات المشاهدة: 2372        عدد مرات الإرسال: 0

• هل تبكين؟

•• نعم، أبكي.

• ولِمَ البكاء؟ لا أذكر أنه حدث شيء يُبكي! عدنا من زيارة نور قبل قليل، ولا تنكري أننا فرحنا ولعبنا وضحكنا ضحكًا إشتكت منه أفواهنا! ما المشكلة يا لمار؟

•• كنت أفكر في فخامة منزلهم وتواضع منزلنا! أرأيت غرفة نور؟ أرأيت جمالها وأناقتها وغرابة قطع الأثاث فيها؟ والمضحك أني وأنت -لغبائنا- سعيدتان بغرفتنا هذه ونظُنُّها غرفة! ثم تسألين عن بكائي؟! أبكي حسرتي على وضعنا! أبكي لأن الناس عندهم كل شيء، وليس عندنا أي شيء!

• حرام عليك يا لمار! طبعًا غرفتنا جميلة ونظيفة ومرتبة، وإن كانت بسيطة، وأقسم لك أني أجدها الأجمل والأغلى! أجدها مريحةً، دافئةً، حنونةً.

•• غرفتنا؟ تبالغين لا شك! أو تجاملين نفسك وعليها تكذبين!

• أبدًا والله.. أقول ما أجده وأشعر به.. يكفي أنّ لي أختًا طيبة جميلة أتَشارك معها غرفتها وأفراحها ومشاكلها وملابسها وأحذيتها، يكفي ذلك لأرى أن غرفتنا الأجمل على الإطلاق!

•• كلام عاطفي ونظري، أَفيقي وإنظري الناس حولنا! ألم ترَيْ ماذا كانت ترتدي رزان؟ ألم ترَي حقيبة وحذاء سمر؟ ألم تلاحظي أنّ شعر سارة يختلف لونه بإختلاف الأشهر القمرية، وقَصّة تتبع تغيير اللون؟

• ورأيتُ أيضًا سيرين وسهى، وهما -بالرغم من عدم التكلف في مظهريْهما- الألطف والأكثر رقة وصفاء نفس، رأيتك الأجمل بين صديقاتنا ورأيتني الأكثر جاذبية، رأيت أن والدينا لم يقصِّرا ولم يحرمانا من شيء على قدر إستطاعتهما، رأيت والدتنا قريبة منا تهتم لمتاعبنا ومشاكلنا وتتلمس أوجاعنا وتداويها بالحوار والنقاش والإبتسامة والدعاء، أم نسيت؟ رأيت كذلك والدنا الوَدُود خفيف الظل، الذي لا يغيب عن البيت إلا للعمل.. والدنا الذي لن تختلفي معي أن ضحكاته في البيت عيد، وإبتساماته أفراح، ولمساته علاج.. وأعود لأسألك: أم نسيت يا أختي الصغيرة؟

•• لا...

• بل وتذكرت الأهم من كل ذلك، تذكرت أننا محجبّتان ملتزمتان بما يُرضي ربنا كما ربانا أبوانا، ولعلك شاهدت أن بعض البنات أتين تقريبًا بلا ملابس، ومنهن من ضحكت على نفسها بما يشبه الحجاب، وصاحبة البيت التي إنبهرتِ بمنزلها ولباسها لا تعرف الحجاب هداها الله.

نحن في نِعم كثيرة، بل نحن نُبحر ونغوص في النعم..

•• تعبت من الكلام، تصبحين على خير يا لمار... لا تفكري ونامي.

• سأحاول النوم..

في الحقيقة يجب أن أعترف أن أختي معها حق.. ما شاء الله تبارك الله، عقلها كبير.

أختي هذه نعمة أخرى رائعة!

لو نظرت للموضوع من زاوية أخرى، فسمر دائمًا تشكو لي مشاكلها الكثيرة وقتالها المستمر مع إخوتها، ورزان تتمنى لو تجد والدتها عندما تحتاجها على الأقل، ونور كثيرًا ما أشفقت عليها لأنـ...

عليّ أن أحمد الله وأنام كما قالت أختي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ... } [البقرة:255].

الكاتب: إيمان شراب.

المصدر: موقع منبر الداعيات.